الطفل والرياضة

                                         


متابعة التقدم     

 

       §          التوقعات غير الواقعية من المدربين والآباء

       §          المقارنات غير الواقعية مع الرياضيين الآخرين

       §          التقدم: التنافس مع نفسك

       §          قياس التقدم: التتابع والاستمرارية والكثافة

       §          مسألة الحصيلة أو الناتج النهائي لممارسة الرياضة

 

 

المفتاح لاستمرار الأطفال في الرياضات الشبابية

 "ما هي فائدة المحاولة ؟ لا يهم ما أفعله ، فلن يكون كافياً ! مدربي غير مقتنع ، والدي غير مقتنعين ، لا أستطيع منافسة الآخرين الذين هم أفضل مني" هذا هو ما قاله طفل عمره 9 أعوام بعد استبعاده من فريق ما.

ونحن في بلادنا قد نفتقد الأبحاث التي تعطي إحصائيات محددة في هذا المجال إلا أن هناك بعض الأبحاث في الدول الأخرى يمكن أن تعطينا بعض المؤشرات كذلك البحث الذي تم عمله في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1994 ووضح منه أن الأطفال الذين يمارسون الرياضة يميلون إلى الاستمرار في المدرسة والحصول على درجات أفضل ويظهرون سلوكاً متميزاً ، إن ذلك يعطينا إحساس أنه يجب علينا أن نشجع الأطفال على الاستمرار في ممارسة الرياضة إذا بدءوا ممارستها.

وتوجد عقبتين في تشجيع الأطفال على الاستمرار في ممارسة الرياضة يتضحان فيما قاله الطفل ذو عمر التسع أعوام: الأول هو التوقعات غير الواقعية من المدربين والآباء ، والثاني هو المقارنة غير الواقعية مع الرياضيين الآخرين.

 

التوقعات غير الواقعية من المدربين والآباء

يمكنني أن أرى ثانية الأطفال الذين فقدوا استمتاعهم بالرياضة بسبب انشغالهم بإحساسهم بأنهم بطريقة ما قد أحبطوا مدربهم أو آباءهم بعدم ارتقائهم لمستوى توقعات الكبار.

فالمدربين والآباء بشكل خاص في المستويات الأقل عندما لا يحسنوا تقدير تطور المستوى لطفل ما قد يتوقعوا شيء ما قد لا يكون ممكناً من الناحية النفسية أو العاطفية ، والطفل في هذه الحالة يكافح ليرقى لمستوى توقع المدربين أو الأبوين ، ويرى عدم وجود تقدم وفي النهاية يعتزل أو يتوقف ويشعر بالفشل في عيون الكبار.

 

المقارنة غير الواقعية مع الرياضيين الآخرين

بجانب الإحساس بعدم القدرة على الرقي لمستوى توقع الكبار ، فالأطفال غالباً ما يسقطوا كضحية لعمل مقارنات غير واقعية بينهم وبين رياضيين آخرين ، بعدها يبدأ الطفل في البحث حوله في غيره من الأطفال ويبدأ مقارنة مهارته مع مهارة نظرائه.

"لا يمكنني الجري بنفس السرعة أو الرمي بنفس القوة أو التصويب بنفس المهارة أو الضرب بنفس القوة أو التزحلق بنفس السلاسة . . الخ ، مثل باقي الأطفال" الخطورة في ذلك أن متعة الرياضة تختفي وكذلك الثقة بالنفس ويرى الطفل نفسه غير قادر على المنافسة مع رفاقه ونظرائه الذين تبدوا مهاراتهم أكثر تقدماً ، وفي النهاية يرى الطفل عدم وجود تقدم ويتوقف عن اللعب.

 

التقدم: التنافس مع نفسك

مفتاح المحافظة على استمرارية الأطفال في ممارسة الرياضة هو:

1-     التوقف عن المقارنات غير الواقعية مع الرياضيين الآخرين وانشغال البال بالمقارنة مع الآخرين.

2-     التوقف عن الانشغال بعدم الارتقاء لمستوى التوقعات غير الواقعية للمدربين والآباء.

وسيلة هامة لإتمام ذلك وهي جعل الأطفال ينافسوا أنفسهم بأهداف واقعية ، بهذه الطريقة يركز الطفل على الوصول إلى أفضل ما يمكن في إطاره الشخصي ، وهذا أفضل من عمل مقارنات مع نظرائه الآخرين ، أيضاً إذا عمل المدرب والآباء معا للتعاون مع الطفل بمراقبة تقدمه في الوصول لهذه الأهداف ستنتهي مشكلة التوقعات غير الواقعية للكبار.

 

قياس التقدم: التتابع والاستمرارية والكثافة

التقدم يعرف على أنه تحرك في اتجاه هدف ، والتقدم هو أي تحرك ولا يهم إن كان قليلاً أو في اتجاه أي هدف ، وإذا استطاع المدرب أو الأب أن يساعد الطفل لمراقبة أو قياس مستوى التقدم المستمر تجاه هدف فإنه سيتم خلق فرصة طيبة وهذا سيشجع الطفل على الاستمرار في ممارسة الرياضة.

والتقدم يمكن قياسه بشرط التتابع والاستمرارية والكثافة.

التتابع يكون بقياس عدد مرات حدوث سلوك أو حدث مرغوب (استخلاص ، ضربة ، تصويب على المرمى ، تمرير سليم ، اعتراض . . الخ ، وهذا لا يشمل مقارنة مع أحد في مباراة سابقة أو تمرين) ، أو قياس مستوى ندرة سلوك أو حدث غير مرغوب (تصويب خاطئ مفقود ، استخلاص عكسي ، تصويب خارج المرمى . . . الخ )

الاستمرارية تعني قياس طول استمرار سوك أو حدث مرغوب (تصويبتين متتاليتين ، استخلاص ، تصويبات على المرمى ، تمريرات ، فترات أطول بدون أخطاء . . الخ) ، مثل قياس مدرب ما لاستمرار الأداء الإيجابي للاعب ، والاستمرارية تقاس أيضاً بتحديد مدى نقص استمرارية سلوك أو حدث غير مرغوب فيه مثل فترة التأثر بعد ارتكاب خطأ وهكذا.

والكثافة تعني قياس كمية الطاقة أو التركيز أو الحماس المستهلك مثل النشاط الزائد عند فقدان الكرة أو زيادة ونقص النشاط في الميدان أو هتاف تشجيع الزملاء أو التركيز في وقت المباراة أو التهديف . . الخ.

بعض اللاعبين الذين تنقصهم المهارة قد يستمروا في اللعب إذا رأوا أنهم يساهموا في إثارة الحماسة والطاقة والتحدي والتركيز بالفريق.

 

مسألة الحصيلة أو الناتج النهائي لممارسة الرياضة

أخصائيي الطب النفسي الرياضي أشاروا إلى أن الأطفال يهتمون أكثر بعملية اللعب أكثر من الحصيلة أو الناتج النهائي للعب ، إنهم يستمتعوا بمشاركتهم البسيطة في الرياضة ، ذلك على عكس الكبار الذين ينشغلون أكثر بالناتج النهائي لممارستهم.

ومن النادر أن تسمع أن المدرب أو الأب يكافئ الطفل على مجرد المشاركة ، فالمكافأة غالباً ما تحفظ لمهارة معينة يظهرها الطفل وليس لمجرد التواجد ، وبعد أي مباراة يسأل الكبار: من الفائز ؟ من أحرز ؟ ، بينما يسأل الأطفال: من شارك ؟ كيف كانت الوجبات الخفيفة ؟

ولكي نحافظ على استمرارية الأطفال في ممارسة الرياضة يجب على الآباء والمدربين أن يشجعوا ميول الأطفال تجاه الممارسة في حد ذاتها وجعلهم يرون تقدمهم المستمر  في ممارسة الرياضة مثل مسألة تعليم مهارة معينة أو تعلم قواعد اللعب أو تعليمهم كيف يتعاملون مع النصر والهزيمة.

أخصائيي الطب النفسي الرياضي التشجيعي وضحوا أن الأطفال الذين يركزون على تقدمهم في ممارسة المهارات الرئيسية للرياضة يمارسوا الرياضة لوقت أطول من الأطفال الذين يهتمون بتحديد أحقيتهم في الفوز في المباريات.

وبكلمات أخرى ، إذا اهتم طفل بالفوز فإنهم كلما استمروا في الفريق الفائز كلما استمروا في اللعب ، ولكن إذا خسر الفريق في موسم ما فإن الطفل سوف يعتزل أو يتوقف عن ممارسة الرياضة.

وعلى العكس فالطفل الذي يركز على تقدمه في تحسين مهاراته وميكانيكية أدائه هو الأكثر احتمالاً أن يستمر في الرياضة بصرف النظر عن سجل المكسب والخسارة.

وما من أحد منا يعتقد أن بقاء الطفل في ممارسة الرياضي يعني حل جميع مشاكل الحياة ، على كل حال فالدروس المستفادة (وتشمل: الانضباط الشخصي ، إدارة الوقت ، صنع القرار ، حل المشاكل ، الروح الرياضية ، العمل الجماعي ، معالجة الإحباط . . الخ) تعني تعريف محدد لكل يوم في حياتنا.

وإذا تعلم الطفل أن يبقى متحفزاً لتحقيق خطوات بسيطة في تقدمه في الوصول لأهداف بسيطة في الرياضة فإن ذلك شيء عظيم لتطوير الحياة بعد ممارسة الرياضة.

 


                                         

الطفل والرياضة

يمكن إرسال  E-mail PhotoMann  يتضمن أسئلة أو تعليقات عن هذا الموقع

رجوع للصفحة الرئيسية